داخل وحدة الحفز

16 داخل وحدة الحفز الحديث في الاجتماع قائلاً: "اليوم نحن بصدد الاســتماع من فريق عمل الرؤى السلوكية أو وحــدة الحفز إلى بعض النتائج المُبكّــرة، وكما تعلمون فإن رئيس الــوزراء مهتمٌ جداً بهذا النهج الجديد". ثم توجه بنظره يساراً نحو نهاية الطاولة حيث أجلسُ وبجواري نائبي أوين سيرفس، مضيفاً: "معظمكم تعرفون ديفيد سلفاً"، وأومأ لي كي أبدأ. كان لديّ القليل من الوقت، لذلك بدأت على الفور بتلخيص طبيعة النهج: يتمحور الأمر حول إدخال نموذج أكثر واقعية للسلوك البشري في عملية صنع السياسات. الفكرة تتمثل في اســتخدام هذا النهج لتحديد طرق من حفز السلوك منخفضة التكلفة وغير ملحوظة. قام أحد الأمناء الدائمين المُعيّنين حديثاً والذي انتهينا من العمل معه مؤخراً بالإيماء إلينا بحكمة، واكتفى الكثير من الأمناء بالنظر إلى أوراقهم الخاصة بذلك اليوم، بينما تفَقّد واحد أو اثنان مســائلهم الحكومية خِلســة عبر أجهزة البلاك بيري من تحت الطاولة. انتقلتُ إلى النتائج المبكرة الأربعة، وكل نتيجة عُرضَت أمام الأمناء الدائمين بشريحة عرض خاصة. الأولى كانــت تخُــص النتائج مع هيئة الضرائب، ولفت انتباهــي الأمين الدائم الخاص بهذه الجهة وهو ينظر نحوي بحذر. شرحتُ لهم كيف عملنا مع الهيئة من أجل إرســال صيــغ مختلفة من الرســائل إلى مديوني الضرائب؛ لإجراء اختبــار منهجي حول ما إذا كان تغيير صياغة الرســائل بالاســتناد إلى الأدبيات الســلوكية من شــأنه إحداث التغيير. وقد اختبرنــا مدى فعاليــة إضافة جملة واحدة من قبيل "معظم النــاس يدفعون ضرائبهم في الوقت المحدد" في الرفع من معدلات السداد. وقد تحقق ذلك وبارتفاع عدة نقاط مئوية، أي مــا يقدر بعشرات الملايين من الجنيهات. ابتســم الأمين الدائم المَعنيّ وأومأ برأســه. وعــ الرغم من أننا قــد شرحنا له الأمر من البداية، وكنا نتحدث معه طوال التجربة، إلا أنــه كان مــن الصعب التأكد ما إذا كان يدرك تماماً هــذه التجربة التي أجريت في جهازه الضخم، لكنه بدا مسروراً. النتيجــة الثانية أتت من تجربة أجريناها لتشــجيع الناس على عــزل الغرف العُلوية أو العِلّية الخاصة بهم. صحيح أن الأرقام صغيرة، ولكن النتائج ظريفة. فقد كانت وزارة البيئة تطالــب بالمال نظير الحصول على الإعانات الأكبر للقيام بعملية العزل، لكننا اســتنتجنا بأن أكبر مشــكلة بالنسبة لكثير من الناس كانت المتاعب والإزعاج وليست التكلفة. بأخذ هذا