داخل وحدة الحفز

18 داخل وحدة الحفز من البلدان الأخرى وقعت في قبضة التقشّف، وواجهت معظم الوزارات اقتطاعات كبيرة في المئة. وفي نفس الوقــت كانت الحكومة 30 إلى 10 مــن ميزانياتهــا تراوحت ما بــ الجديــدة تضغط عليهم، وتدفعهــم نحو رفع القيود والتحرر مــن التعقيدات الروتينية وتجنّــب سَــنّ التشريعات. في الواقع، أكثر أداتين اعتمــدت عليهما معظم الوزرات على مدى الخمسين عاماً الماضية – إنفاق المال وسن التشريعات – وضعتهما حكومة الائتلاف الجديدة في صندوق يحمل العنوان: "ممنوع اللمس". والآن هذه الأداة الجديدة أمامهم ويمكنهم اســتخدامها، وإذا كانت أرقام النتائج صحيحة فهــذا يعني بأنها أداة قد ينجح العمل بها فعلاً. رفع أحد الأمناء الدائمين يده وكان تعبيره غامضاً؛ حيث سأل: هل تم إبلاغ الوزير – الذي يتبعه الأمين الدائم – عن هذه التجربة التي أُجريت في وزارته؟ لوهلة شعرت بالقلق البالغ، لم أكــن واثقــاً في هذه التجربة بالــذات، ما إذا كان الوزير على علــم بالأمر أم لا، وأنا على يقــ من أننا لم نناقش التجربة مع هذا الأمين الدائم. فقد اتجهنا مباشرة، على غرار حرب العصابــات، إلى رئيس إحدى الخدمات الإقليمية التابعة لذلك الأمين الدائم لإجراء التجربة، لقلقنا من أن خلاف ذلك ســيجعلنا نتعثر ونغرق في التصاريح والأعمال الورقية لعدة أشهر. لحظتها وبعد سؤاله المذكور آنفاً انتابني الخوف بأننا على وشك أن نفشل في الحصول على الإذن المناسب من وزارته، وربما وهو الأهم إثارة المسألة حول أُسس إجراء التجارب برمّتها، والذي من شأنه إفشال الاجتماع بأكمله. عوضاً عن ذلك تبسم الأمين الدائم بحرارة، وطلب منا إرســال مزيد من التفاصيل ليتمكن من تلخيصها للوزير، ويعتقد بأنه ســيكون معجباً جداً بما سيرى. كان ذلــك الاجتماع نقطة تحول رئيســة؛ فقــادة الوزارات الذين دخلــوه ذلك الصباح م، كمشككين في أسلوب "الحفز" خرجوا منه إن لم يكن معتقدين به، 2012 الربيعي في عام فعلى الأقل منفتحين على أن أســلوب "الحفز" يستحق الأخذ به على محمل الجد. استغرق هــذا البند المخصص له عشر دقائق من جدول الاجتماع ما يقارب ســاعة كاملة. إنه اليوم الذي انطلق فيه "الحفز" ليغدو الاتجاه السائد.

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4