داخل وحدة الحفز
21 داخل وحدة الحفز الأســطوري لشركة أي بي إم الأســطورية، المســمى: ديب بلو الذي تمكّن في نهاية الأمر من هزيمة بطل العالم الكبير في الشطرنج غاري كاسباروف (أو على الأقل هذا ما يعتقده الناس مليون خيار في الثانية وفي حين 200 في هذا الجهاز). في المقابل لا يستطيع "البشر" النظر في أن تفكيرنا وقراراتنا تختلط لا شــعورياً مع العاطفة. كما ذكر دكتور ســبوك في الفيلم بأن استنتاجاتنا غالباً "غير منطقية" بالنسبة له على أقل تقدير. لنا أن نتســاءل: كيف سيكون شــكل العالم وما هي الإجراءات التي تتخذها الحكومات والــ كات والمجتمعــات إذا كانــت ترتكز على نمــوذج أكثر واقعية مبني على الشــخوص " وقدم لمحة عن عالم تستخدم فيه الحكومات نهجاً Nudge" الإنسانية؟ شاع مفهوم الحفز دقيقاً للتأثير على السلوك. لقد حدد هذا المفهوم ملامح نظرية ما أو فكرة. في المقابل فإن هذا الكتاب يحكي قصة الانتقال من المرحلة النظرية إلى التطبيق. هذا النهج العملي للحكومة أو قطاع الأعمال، والتي تقوم على نموذج واقعي مبني على الأشخاص ستكون أكثر فوضوية من تلك التي تقوم على الاقتصاديات التقليدية أو القانونية. فهذا النموذج المبني على الأشــخاص يحتاج أن يعكس تعقيدات العقل البشري – ما نجيده ومــا لا نجيده– والذي يقتضيضمناً التفكير في القدرات المعرفية، لا بمدى روعتها فحســب ولكــن بوصفهــا مــوارد ذات قيمة عالية. لا بد مــن احترام هذا الواقع عنــد قيامنا بطرح وتصميم أي خدمات أو منتجات، واســتحضار بأن النــاس عامةً لديهم أمور أهم للقيام بها عوضاً عن الخوض في البيروقراطية أو "العقلانية" المحيرة للدولة أو قطاعات الأعمال الكبرى. يجب أن يكون كل تصميم ننفذه يهتم بشــأن النــاس، ولا نتوقع في المقابل أن يعيد الناس تصميم حياتهم لأجلنا. نقــع على الدوام تحت وطــأة التلميحات والتأثيرات الدقيقة، وجميعنا تقريباً – ســواءٌ شئنا أم أبينا – نُعتَبر "مُحفِزين تلقائيين" لغيرنا بشكل أو آخر. فطريقة تنظيم محلٍ تجاري، وكيفية تقديم عروضٍ ما، وكيفية كتابة نموذجٍ ما، كل ذلك لديه نوع من التأثير على السلوك. بمعنى: أن عالم الحفز يتواجد في كل مكان حولنا، والســؤال المطروح: هل نحن متعثرون به بلا بصيرة أم أننا نسعى لفهم هذه التأثيرات والخيارات؟
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4