داخل وحدة الحفز

10 داخل وحدة الحفز يخطــر ببالنــا ولا في أقصى أحلامنا احتمالية أن تتجه دولٌ من جميع أنحاء العالم، بعد مرور ســبع ســنوات فقط إلى اســتحداث دوائر حكومية جديدة، لإدراج مبادئ العلوم السلوكية ضمن عملية رسم ووضع السياسات. كيف حدث هذا؟ عندمــا اُنتخب أحد زملاء كاس الســابقين في كليــة الحقوق بجامعة شــيكاغو كرئيس للولايات المتحدة، حصلت أجندة السياســات الســلوكية على انطلاقتهــا، وعُّ كاس مديراً لمكتب المعلومات والشــؤون التنظيمية في البيت الأبيض. هذا المنصب اســتحدثه الرئيس رونالــد ريجان، ووظيفته الأساســية التأكد من كَوْنِ نفع اللوائــح والأنظمة الحكومية أكثرَ من ضررها. وخلال فترة توليه لهذا المنصب كان كاس قادراً على اســتخدام معرفته بالعلوم الاجتماعيــة وبأســلوب (الحفــز)، ليفرض على العديد مــن الوكالات والهيئــات الحكومية إصدار لوائحَ جديدة، تُدخل أدواتِ العلوم الســلوكية في رسم ووضع سياساتها. وفي الواقع، اســتخدمت إدارة أوباما تلك الأدوات في مجموعة واســعة من المجــالات، بدءاً من الرعاية الصحية والإصلاح المالي إلى الأكل الصحي وكفاءة الطاقة. وفي بعض الحالات أكدت الوثائق الصادرة مــن الرئيس أوباما ومكتب المعلومات والشــؤون التنظيمية أن الرؤى الســلوكية كانت حاضرة في عمل العديد من الوكالات الحكومية ومرتبطة بها. بعــد ذلك حصل الازدهار الكبير، عندما أعلنت الحكومــة الائتلافية في المملكة المتحدة بقيــادة ديفيد كاميرون عزمها على إنشــاء فريق عمل صغير، مكلّفٍ بمهمة تحســ عمل الحكومة باستخدام بحوث العلوم السلوكية والاجتماعية. اجتمعتُ مع بعض أعضاء فريق كاميرون، وبعدها بعام طُلب مني القدوم إلى لندن لعدة أيام للمســاعدة في تحضيرات انطلاق عمل الفريق. وفي هذه الرحلة التقيت ديفيد هالبيرن للمــرة الأولى، وكان حينها يتهيــأ لتولي مهمة قيادة الفريق الجديد. التحقنا أنا وديفيد باثنين من ‘‘كبار مستشاري’’ كاميرون – وهما ستيف هيلتون وروهان سيلفا – (استخدمت علامات الاقتباس الســاخرة؛ لأن روهان لم يبلغ حينها الثلاثين من عمره بعد) في رحلة لمدة يوم واحد إلى باريس؛ من أجل مقارنة الملاحظات مع بعض الأشــخاص في حكومة ســاركوزي التي كانت تفكر في مسعى مماثل. لم ينتج عن الجهد الفرنسيشيء باستثناء وجبة الغداء الممتازة، ولكننا اســتفدنا من وقتنا أثناء السفر على قطار يوروستار في التفكير فيما يمكن لفريق العمل فعله