قيادة التغيير

قيادة التغيير: مدى توافر قدرات قيادة التغيير لدى المديرين في المنظمات الحكومية السعودية 11 مقدمــــة: تعدّ قيــادة التغيي في المنظمات الحكومية أحدَ المجــالات المهمة في تحقيق جودة أداء الإدارة الحكوميــة، فقــد أثبتت أدبيــات علم الإدارة أن المنظــ ت المتميزة هي المنظمات الفاعلــة في التكيّف مع التغيي والاســتجابة للاحتياجات المتجــددة للمجتمع الذي تعيش فيه، وهي المنظمات التي تتميز باتســاق قدرات قادتهــا مع متطلبات قيادة التغيي، وعلى حد قول العالم الشــهي جون كوتر أســتاذ القيادة والإدارة في جامعة هارفارد في كتابه قيادة التغيــر: «إن القيــام بالتغيــر في أي منظمــة يتطلب في المقام الأول وقبــل كل شيء قادةً يفهمــون عملية تغيي العمل وقادرين على تنفيذها، فالقادة فقط هم الذين يســتطيعون دفع الأفراد للقيام بكل ما يلزم من أفعال وإجراءات لتغيي الســلوك بأي طريقة، والقيادة وحدها هي التي يتسنى لها تثبيت التغيي بغرسه وترسيخه في الثقافة الأساسية للمنظمة» .)Kotter, 2007: 77( ولا تزال القيادة ومواصفات القادة ظاهرةً معقدةً يصعب وضع تفسي محدد لها، ولكن الــيء المؤكد أنّ علماء القيادة يتفقون على أن القيادة في القرن الواحد والعشرين تتطلب فكــراً مختلفــاً وعلاقات مختلفة وســ ت خاصة، وأن دور القائد قد تغــرّ من باني أنظمة ومحافظ على الوضع الراهن إلى مُحرّك للتغيي ومتحدٍ للوضع الراهن. غي أن هذا الغموض وتلك الصعوبة في تفسي ظاهرة القيادة لم يمنعا من اجتهاد العلماء والباحثي في علم القيادة والســلوك التنظيمي خصوصــاً الباحثي في مجال إدارة المــوارد البشرية من محاولة تحديد مجموعــة من القدرات الوظيفيــة والمنهجيات التي يجب أن يتمكن منهــا القادة ليقوموا بدورهم في صناعة التغيي، وإدارة مركبه للإبحار بالمنظمات إلى شاطئ الأمان. ونأمل في هذه الدراســة المســاهمة في إثراء الفكر الإداري العربي في مجال بحث قدرات قيــادة التغيي، والإســهام في نقل هذه المعرفــة إلى أرض الواقع، والاســتفادة منها في تنمية وتطوير الإدارة الحكومية في مجتمعنا المحلي.

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4